تأثير التلفاز على الأطفال
في هذه المقالة سنستعرض تأثير التلفاز على الأطفال، لذا تابع القراءة معنا.
كانت الرسوم متحركة تعرض على الشاشات التلفاز سواء من الرسيفرات أو من السي ديات، ولا زال معظم الناس ينتقون التلفاز.
إلا أن جزء من المشاهدة أو معظمها تحول إلى الشاشات الشخصية، والناس كبيرهم وصغيرهم صاروا يفضلون المشاهدة من خلالها، للحرية التي تمنحهم إياها من خلال الخيارات غير المحدودة.
وهذا التحول فرض على المحتوى المقدم من أفلام الكرتون أنماطا معينة مختلفة عن أنماط العرض القديمة.
يمكننا عموما إطلاق وصف العرض العام أو المشترك على شاشة التلفاز، والعرض الخاص أو الفردي على شاشات الأجهزة المحمولة.
مع أنه في بعض الأحيان يشترك عدة أشخاص بالمشاهدة على شاشة الأجهزة المحمولة، لكننا نتحدث عن العموم.
فيما مضى حتى العائلات الغنية كانت تقتصر على شاشة عامة أو عدة شاشات في حالات نادرة، حيث لم يدرج مفهوم الخصوصية في المشاهدة، على العكس تماما، فإن المشاهدة كانت من الأشياء التي تفقد نكهتها عند انعدام المشاركة.
في وقتنا الحالي مهدت الشاشات الصغيرة لشيوع الفردية في المشاهدة، بغض النظر عما إذا ما كانت أكثر متعة أم لا.
فإن الوضع الحالي قد فرض على الناس الاستغناء عن المشاركة في المشاهدة، وهذا الوضع العام يشمل الأطفال أيضا.
نمط المشاهدة الفردية أدى إلى فرض عدة معايير يجب على المنتجين الالتزام بها حتى يحققوا المشاهدات المرجوة.
تأثير التلفاز على الأطفال
يفرض محتواه على المشاهد
كان العرض العام أكثر قدرة على فرض محتواه على المشاهد، وخاصة في بداية ظهور التلفاز، حيث كان محتواه المحدود جدا لا يوفر للمشاهد رفاهية الاختيار والانتقاء.
بل أن كل ما يعرض يستقبله الناس بالمشاهدة والاهتمام لشح المحتوى وتكلفة انتاجه، فكان المحتوى يشتر يعاد ويتكرر، وكان على الناس الرضى بهذا الوضع وتقبله.
لذا كانت معايير الإنتاج متواضعة وغير صارمة، لأن كل ما يستعرض على الناس سيشاهد.
وأيضا فلا وجود للمنافسة الشرسة بين المنتجين على نيل المشاهدة من الناس وكسب رضاهم. فالإنتاج كان حكرا على بضع مؤسسات تدعمها الدول.
لذا لم تكن مسألة المشاهدة تؤرق المنتجين، أم الآن أخذ المنتجون بتحليل قيم المشاهدة للتوصل إلى المعايير التي تجذب الناس للمشاهدة.
مفروض لكنه محبوب
مما يثير العجب حقا، أن المحتوى العام مع ندرته وكونه مفروضا على الأطفال نوعا وزمنا لكن الأطفال لم يمتعضوا منه أو يرفضوه.
بل على العكس تماما، فقد كان الأطفال يكنون من الحب لأفلام الكرتون القديمة ما لا يعرفه الأطفال في يومنا هذا.
ولهذا أسباب منها:
التشوق والانتظار
لا يعرف الأطفال اليوم ما معنى أن يمر عليك أسبوع ثقيل لأنك بانتظار الحلقة التالية، ولا معنى أن تعلق روحك في مشهد الختام، فلا تستطيع تجاوز التفكير به.
التعلق بالتفاصيل
عدم وجود البدائل فرض على الأطفال التعويض عن قلتها بالتركيز على أدق التفاصيل في أفلام الكرتون.
مما ينتج عنه توطد الصلة بين الطفل والأفلام الكرتونية التي يشاهدها.
سيد الوقت والمتحكم به
العرض العام مقيد بوقت معين، وعلى الطفل ضبط نفسه وترتيب يومه ليكون وقت العرض متوافقا مع تفرغه للمشاهدة.
فوقت مشاهدة الفيلم الكرتوني هو موعد فسحة ما بعد انهاء الواجبات المدرسية.
وكثيرا ما استخدم توقيت المشاهدة كوسيلة عقاب للإهمال.
إن فوات وقت عرض الفلم الكرتوني للطفل قد يعني له فواتا للأبد ولا يمكن تعويضه.
وهذا مختلف عن وضع الأطفال اليوم، فالسيادة لهم وهم يقررون متى تحلو لهم المشاهدة.
ولعل ذاك الوضع كان يجعل الأطفال أكثر تقديرا لعنصر الوقت وأكثر استشعارا بقيمته.
ينمي العلاقات الاجتماعية، ويدفع إلى الترابط.
كان العرض التلفزيوني يجمع الأطفال في نسيج واحد، ليس فقط لأنهم يشتركون بالمشاهدة من شاشة واحدة كما في حال الأخوة.
بل يمتد لتجميع الأطفال في الجغرافيا المختلفة، لاقتصار العرض على محتوى محدود يشترك جميع الأطفال في مشاهدته، مما يخلق لهم سيرا مشتركة يتحدثون بها، ومشاعر موحدة تجمع قلوبهم معا.