شهد التاريخ الحديث الكثير من قصص القتلة المتسللين، وسمعنا عن وحشية رجال المافيا في إيطاليا وأمريكا الجنوبية وغيرها من البلاد. ولعل القاسم المشترك بين كل قصة كان الاتجار بالمخدرات والقتل والوحشية والدمار. أما قصة اليوم سيكون بطلها رجل المافيا الإيطالي جوزيبي جريكو، وهو الرجل الذي تثير سيرته الرعب في قلوب سكان صقيلية، على الرعم من مرور أكثر من 35 سنة على وفاته. فمن هو جوزيبي جريكو؟ وكيف اكتسب سمعته السيئة هذه؟
الطفولة ومراحل الحياة المبكرة
وُلد جوزيبي جريكو في بلدة Ciaculli وذلك عام 1952. والحقيقة أنه لا يعرف كثيرًا عن تفاصيل حياة الرجل ونشأته، وقد يعود ذلك لسببين، الأول يرجح اختفاء المعلومات عن قصد في حين قد لا يتعدى نقص المعرفة هذا، ضعف حفظ السجلات في تلك الفترة الزمنية.
ولعل أبرز معلومة عن جريكو هي عمه ميشيل رئيس لجنة المافيا في صقيلية، وهو معروف باسم “البابا” في دوائر الجريمة المنظمة. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن عائلة جريكو من عائلات المافيا التي اشتهرت في تلك الفترة. حيث حافظت على وجودها وقوتها من خلال علاقاتها القوية مع السياسيين ورجال العصابات على قدم المساواة. وبذلك لم يواجه جوزيبي صعوبةً في الصعود بسرعة عبر صفوف المافيا الصقلية.
ظهور جوزيبي جريكو في عالم المافيا
تم تشكيل لجنة المافيا في صقيلية عام 1970 على يد رجل المافيا سالفاتور رينا، وكانت تضم عددًا من رجال المافيا في صقيلية، حيث شاركوا في حرب المافيا الثانية التي حصلت عام 1978. وبحلول عام 1981 شكلت اللجنة ما أصبح يعرف باسم فرقة الموت، والتي لم يكن يقودها سوى جوزيبي جريكو.
وصل نشاط فرقة الموت ذروته بين عامي 1981 و 1983، حيث توفي ما يقارب 800 شخص في صقيلية بسبب الأعمال الوحشية للجنة الموت. وتشير الوثائق إلى قساوة تلك الفترة ودمويتها، فقد وصل عدد الجرائم التي كانت تُرتكب حينها، إلى 5 جرائمٍ مختلفة في اليوم الواحد. ويُنسب إلى جوزيبي جريكو 80 جريمة من جرائم القتل العديدة التي ارتكبتها فرقة الموت، الأمر الذي جعل الرجل أحد أكثر القتلة انتشارًا ووحشية في التاريخ. وتجدر الإشارة إلى أنه أُدين غيابيًا بارتكاب 58 جريمة قتل.
ضحايا جوزيبي جريكو وجرائمه الوحشية
ارتكب جوزيبي جريكو الكثير من الجرائم والتي جعلت منه قاتلًا متسللًا،باستخدام سلاحه المفضل AK-47. وربما تكون حادثة مقتل سالفاتوري إنزيريلو في عام 1980. والتي لم تكتسب شهرتها بسبب تمزيق جسد إنزيريلو بالنار وحسب، بل انتشرت القصة بعدما علم جريكو أن ابن إنزيريلو البالغ من العمر 15 عامًا قد تعهد بالانتقام. عندها قطع جريكو ذراع الصبي، ثم أطلق عليه النار في رأسه وحل جثته في الحمض حتى اختفت تمامًا.
واشتهر جريكو بتقييد ضحاياه بالسلاسل ومن ثم التخلص منهم عن طريق إغراقهم ببراميل من الحمض. أو تقطيع أوصالهم ثم رميهم في البحر الأبيض المتوسط. وهناك قصص تؤكد اختفاء الكثير من الجثث بعد أن أكلتها الخنازير! ولم تكن ضحايا جريكو من أعداء عصابة المافيا التي ينتمي لها، بل وصل الأمر به إلى قتل حلفائه أيضًا.
نهاية جوزيبي الوحشية كأفعاله
ازداد قلق رينا بعد تطور جريكو، حيث وجد الرجل أن جريكو يزداد طموحًا على حد تعبيره. فوجد رينا أن التخلص من جريكو أصبح أمرًا ضروريًا لا بد منه. لذلك أمر رينا بحل جثة القاتل الأكثر وحشية قاتلته في الحمض. زبذلك نجد أن جريكيو قد واجه نفس النهاية التي منحها لعشرات ضحاياه. أما بالنسبة لرينا نفسه، فقد تم القبض عليه في عام 1993 بعد 23 عامًا من الهروب. ليتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.