تفسير ظاهرة الطلاق
- هل تمثل ظاهرة الطلاق مشكلة في حد ذاتها
- أسباب الطلاق
- المصالح التي تقوم عليها العلاقة الزوجية
- تفسير الإهمال العاطفي بين الزوجين
ظاهرة الطلاق تمثل مشكلة متضخمة تولد سلسلة من المشاكل المتلاحقة، وتعرقل سير الحياة الطبيعية، وفي هذا المقال سنحاول تفسير هذه الظاهرة في محاولة لحلها والحد من وقوعها.
هل تعتبر ظاهرة الطلاق مشكلة في حد ذاتها
بمجرد أن تقرع كلمة الطلاق في طبلة الأذن حتى تثار صورة الدمار في الذهن.
لكن على الجهة الأخرى من يرى أن الطلاق ليس على تلك الدرجة من السوء.
بل أنه يحمل جانبا مشرقا وهذا الرأي يواجه استعصائا في التقبل خاصة على فئة الشباب الذين يحملون أحلاما وردية عن الزواج ولا يتوقعون لأنفسم المرور بتجربة الطلاق
فأي شاب يقدم على الزواج بدافع من التصورات الإيجابية، ولا يطرأ الطلاق على تصوره.
الطلاق في كثير من الحالات حلقة بداية لسلسلة من المشكلات غير المنتهية.
بينما يكون في حالات أقل الحل الأخير لعلاقة زوجية غير صالحة للاستمرار.
أسباب ظاهرة الطلاق
للطلاق أسباب غير منتهية منها ما تكون أسبابا عظيمة يتعذر معها استمرار العلاقة الزوجية كالخيانة.
ومنها أسباب تافهة لا يجدر بها أن تسبب أدنى خلاف علاوة أن تكون سببا للطلاق.
وفي بعض الأحيان قد يعجز المتطلقون من إيراد أسبابا منطقية تفسر سبب اتخاذ القرار بالانفصال، لذا يتعذر إحصاء جميع مسببات الطلاق.
علاوة على أن بعض الأمور التي تصنف على أنها من مسببات الطلاق عند بعض الأزواج لا تكون أسبابا للطلاق عند أزواج آخرين.
وبشكل عام يمكن وضع تفسير شامل لمسببات الطلاق بأن الطلاق يقع عند عدم تحقق المصالح المرجوة من العلاقة الزوجية، ويمكن حصر المصالح الزوجية في البنود التالية
المصالح التي تقوم عليها العلاقة الزوجية
المصالح الجسدية
وهي المصلحة التي تحتاز على المرتبة الأولى في الأهمية من المصالح الزوجية.
حيث أن الزواج هو الطريقة الوحيدة الصحيحة لتحقيق مصلحة الجسد.
ومعظم الناس إن لم يكن كلهم يقدمون على الزواج لتحصيل المصلحة الجسدية.
ومن ثم فحين تتعطل هذه المصلحة لسبب مرض أو عجز فمن المنطيقي أن يرغب الزوج المتضرر في الطلاق إذا تعذر عليه أخذ حقوقه الزوجية.
والرغبة في الطلاق في هذه الحالة تتفاوت نسبتها بحسب الجنس.
فإن نسبة كبيرة من الرجال يميلون إلى اتخاذ قرار الطلاق في هذه الحالة.
بينما تميل النساء للطلاق في حال تعطل المصلحة الجسدية بنسبة أقل وتبدي صبرا وإحسانا للعشرة.
لكن الملاحظ أن أسباب الطلاق بالدرجة الأولى لا تتعلق بالعجز الجنسي.
المصالح الاجتماعية
يوجد ميل فطري داخل البشر جميعا، نساء ورجالا للعيش بصورة زوجية.
وهي صورة يطمح الإنسان إليها منذ طفولته وكثيرا ما يتحدث عن زوجه المستقبلي وكيف ستكون طبيعة الحياة بينهما.
والزواج يحمي المرأة من ضغط الألقاب الثلاثة الممقوتة اجتماعيا ( العانس، المطلقة، الأرملة).
وبالنسبة للرجل فإن الزواج يصون سمعته الخلقية فمن المتعارف عليه إن لم يمنع الرجل عن الزواج عجز جسدي أو مالي فهو فاسد خلقيا والناس تنفر من مجاورة العزاب.
لذا فإن الزواج يحقق للمرأة والرجل صورة حسنة أمام المجتمع.
ومما يدخل ضمن المصالح الاجتماعية رغبة الرجل أو المرأة بمصاهرة عائلة مرموقة مما يكسبهما الفخر.
وفي حال قيام الزواج على هذه المصلحة فإن الإحساس بمشاعر سلبية من جهة الأحماء سيكون سببا محتملا للطلاق.
المصالح العاطفية
والمرأة تهتم بتحقيق هذه المصلحة بصورة أكبر من الرجل، لكن هذا لا ينفي أن للرجال عواطف قد يوفر له الزواج إشباعها بصورة مرضية.
فكل إنسان يحب كلمات المديح ويرحب بالغزل وأفضل من يقوم بهذه المهمة: الزوج.
لكن في كثير من العلاقات الزوجية يهمل كلا الزوجين الإشباع العاطفي لبعضهما.
وهذا الإهمال قد يقع وراء معظم حالات الطلاق.
إقرأ أيضا عن أسباب تجعل العلاقات العاطفية و الزواج سعيدة ومستقرة
تفسير الإهمال العاطفي بين الزوجين
يكون تصور المرأة عن الزوج قبل الزواج بإنه الشخص الذي يهتم لأدق تفاصيلها ويراعي مشاعرها.
أما الرجل فيكون تصورها عن الزوجة بأنها الشخص الذي يثق بجميع قراراته ويدعمها.
يتصور الرجل زوجته بالمؤيدة له والفخورة به دائما، ويجب أن تكون ممتنة لكل ما يقدمه وتبدي إعجابها في كل ما يصنعه.
ويمكن تمثيل تصور الرجل للزوجة في صورة الجمهور المشجع للاعب كرة القدم.
فيجب أن تهتف بقوة وتلهب صدره للتقدم باللعب بالطبع دون أن تتدخل بلعبه أو تقتحم الملعب
وحين لا يتحقق التصور المطلوب لكليهما، فيشعران أن هذه العلاقة غير عادلة عندها يتجه كل واحد منهما لإهمال الطرف الآخر كردة فعل على تقصيره في العلاقة
المصالح الروحية
وهذا المصلحة تتحقق للأزواج المتحابين.
والفرق بين المصلحة الروحية والعاطفية: أن العاطفية هي حاجة المرء للاهتمام والمديح، أما الروحية فهي حاجة الإنسان لقرب شخص معين منه.
فهذه المصلحة لا تتحصل إلا من ذات الحبيب
لكن توفر هذه المصلحة لا تضمن زواجا ناجحا كما يظن معظم الناس، فحتى الأزواج المتحابين يمكن للطلاق أن يقع بينهما نتيجة لاختلال المصالح الأخرى.
المصالح المادية
تحقيق الغنى من خلال الزواج حالة شائعة في النساء أكثر من الرجال.
فالمرأة تميل للزواج من الرجل الغني بنسبة أكبر من ميل الرجل للزواج من المرأة الغنية.
وفي العادة فإن تحقيق المصلحة المادية يكون مرتبطا بمصالح أخرى.
ومن النادر أن تتحقق المصلحة المادية بصورة مجردة عن بقية المصالح.
وهنا نتوقع أن الزواج المبني على المصلحة المادية المجردة فإنه سينهار بمجرد انعدام هذه المصلحة
ختاما يمكن القول بأن الزواج الناجح هو الذي تكون فيه نسبة المنافع تفوق نسبة الأضرار في العلاقة الزوجية، وفي هذه الحالة يكون الطلاق مشكلة، لا داعي لها
أما إذا كانت الأضرار الناتجة عن العلاقة الزوجية تفوق المنافع فالطلاق في هذه الحالة يمثل أحد الحلول المحتملة للمشاكل الزوجية.
واقرأ أيضا: