دراسة الذاكرة
دراسة الذاكرة.
إبان الثورة الصناعية تشكلت نزعة إلى إخضاع كل الظواهر إلى الرياضيات ليسهل التعامل معها
ثم أن علماء الحياة والنفس لم يجدوا أنفسهم في منأى عن هذه النزعة التي هيمنت على طريقة دراسة الحياة.
فصارت الرياضيات أداة لتناول العالم ومن ثم فهمه ومعالجته.
كانت الذاكرة من ضمن تلك الأمور التي حاول العلماء إخضاعها للرياضيات والقياس.
دراسة الذاكرة من خلال الرياضيات
إمكانية رصد الذاكرة
الذاكرة وإن كانت شيء معنويا ومع ذلك يمكن رصدها.
أستخدمت أمراض الذاكرة _والتي كان من أشهرها شيوعا الزهايمر_ كأداة فعالة يمكن من خلالها إبراز سمات الذاكرة الصحيحة عند مقارنتها بالذاكرة التالفة.
الحصول على نتائج إيجابية بالتمرين
الذاكرة من الأمور المتدرجة والقابلة للتطور بالتمرين.
وجد الباحثون في مجالات الذاكرة، أن الذاكرة يمكن لها أن تتسع وتحتفظ بقدر أكبر من المعلومات بالتمرين، تماما كالعضلات
فالعضلات تنمو بالرياضة وتكتسب مرونة أكبر مع التمرين وكذلك الذاكرة.
وهذا جعل من الذاكرة أرضا خصبة للاختبارات والتجارب لتجاوبها مع التمارين.
الذاكرة ظاهرة حيوانية
الذاكرة من الأمور العقلية غير المقتصرة على الإنسان.
تقف المشاعر البشرية والكرامة الإنسانية عائقا في وجه معظم التجارب والاختبارات
حيث أن كثيرا من الاختبارات البشرية تتسم بالعسر في تنفيذها، فهي تخضع لكثير من القيود الصارمة حتى يسمح بإجرائها.
لذا ينفر كثير من الباحثين من البحوث المسلطة على البشر ويميلون إلى التجارب الحيوانية.
وبما أن جميع الحيوانات تمتلك مستويات متفاوتة من الذاكرة، فهذا هيأ لدراسة مقارنة لسلوك الحيوانات المرتبط بالذاكرة.
ومن ثم الوصول إلى الأسباب الجزيئة التي تقع وراء الاختلاف بين مستويات الذاكرة المتباينة.
ارتباط الذاكرة بظواهر سلوكية بسيطة يمكن قياسها
مثلا عودة الحيوان لذات المكان الذي اعتاد وجود الطعام فيه مع انعدام الطعام منه في إحدى مرات القياس، يمثل دليلا قاطعا على أن الذاكرة وحدها تقع خلف ذاك السلوك وليس رائحة الطعام أو غيره من الدوافع الغريزية.
ملاحظة و دراسة الذاكرة عند الحيوانات
ظاهرة التأليف
إن قدرة الإنسان على تأليف الحيوان وتكوين صلة معه سلوك تقع الذاكرة خلفه.
فالحيوان لديه قدرة على تذكر صاحبه وتمييزه عن بقية البشر وكذلك تذكر موضع إقامته وتذكر بعض الأمور التي تخص صاحبه من المتعلقات الشخصية وغيرها.
استخدام الحمام الزاجل في البريد
هذه المهمة لم يكن الحمام ليقدر عليها لولا الذاكرة التي يكونها عن المواطن والأماكن التي تربى فيها
وهذه خاصية لا تقتصر على الحمام الزاجل وحده.
بل أن معظم الطيور تعود بعد الهجرة إلى أعشاشها، والإنسان استطاع استغلال ذاكرة الحمام في البريد.
إيقاع الحيوان في الفخ
تعتاد معظم الحيوانات على استوطان مواضع معينة من الغابة أو البراري وهذا لتحكم الذاكرة في غريزة الحيوان الباحثة عن الطعام.
فلكل حيوان مجاله ونطاقه الذي يسعى فيه ومن النادر أن يتجاوزه.
ومن هذه الخاصية استطاع الإنسان بمراقبته لها أن يتربصها ويوقع بها.
تدريب الحيوانات على حركات السرك
تجيد الحيوانات القيام بحركات منظمة وإبداء استجابات مقصودة غير عفوية أو تلقائية من خلال قدرتها على التذكر.
تكوين العلاقات والروابط الأسرية فيما بينها
فالأم تميز صغارها عن بقية صغار القطيع، بل أن بعض أمهات الأغنام ترفض إرضاع التي لا تمت إليها بصلة بنوة.
فالذاكرة تنظم سائر السلوك الحيواني وتمكنها من إشباع غريزتها بالتوازن مع ما يحيط بها من أخطار